في عام 1971، قام عالم النفس الأمريكي إليوت أرونسون (Elliot Aronson) بالتعاون مع طلابه بحامعتي "تكساس" و"كاليفورنيا"، بالتوصل من خلال البحث العلمي إلى نمط فصول "جيجسو" (Jigsaw Classroom)، ومنذ ذلك الحين، تم تطبيق هذا النمط في آلاف من الفصول التعليمية بنجاح.
يمتد نجاح تجربة فصول "جيجسو" لأربعة عقود حتى الآن؛ حيث أثبتت فعاليتها في الحد من سلوكيات التفرقة العنصرية، وتحسين الأداء التعليمي للطلاب، وخفض نسب التغيب، وتدعيم رغبة الطلاب للتعليم.
يرجع مسمى "جيجسو" (Jigsaw) إلى أحجية الصور المقطوعة (Jigsaw puzzle)؛ حيث يتم التعامل مع كل طالب كجزء أساسي لاكتمال العملية التعليمية؛ مما يجعل دوره في الفصل مشابهًا لدور القطعة المكونة في أحجية الصور المقطوعة، بالتالي، مع بروز أهمية دور الطالب في العملية التعليمية، تبرز أهمية وجود الطالب كفرد في المجموعة، وينتج عن ذلك أثر تحفيزي يدعم السلوك التعاوني ويحد من العدوانية بين الطلاب بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الطبقة الاجتماعية/الاقتصادية التي ينتمي إليها.
ترسيخ الاعتماد المتبادل والتعاون
تقوم فصول "جيجسو" على أنماط تعامل منظمة وممنهجة، ويتم من خلالها تعزيز الاعتماد المتبادل بين الطلاب؛ مما يحفز كل طالب على المشاركة الفعالة في الفصل الدراسي، إضافة إلى مشاركة الطلاب في تعليم زملائهم.
يؤدي الاعتماد المتبادل في التعليم إلى تلاشي رغبة الطالب في أن يكون أفضل من زملائه أو أن يؤثر سلبًا على أدائهم الدراسي، ويستبدل ذلك بالرغبة في تحسن الأداء الدراسي لجميع أفراد الفصل أو المجتمع التعليمي؛ مما يؤدي إلى نوع من التنافسية الصحية في المدارس.
ووفقًا لهذا النموذج، يتحول دور المعلم من التلقين إلى تيسير التعاون الدراسي بين الطلاب، والحرص على مشاركتهم الفعالة والمسؤولة في العملية التعليمية، كما أنه يشارك في أنشطة التعليم والتعلم المتبادل التي يقوم بتنظيمها بين الطلاب.
مثال توضيحي لتطبيق فصول "جيجسو"